معوقات المراجع الداخلي
الكاتب ـ جابر المثيبي
عرفت المراجعة بأنها، نشاط مستقل وموضوعي، يقدم تأكيدات وخدمات استشارية بهدف إضافة قيمة للمنشأة وتحسين عملياتها، ويساعد هذا النشاط في تحقيق أهداف المنشاة من خلال اتباع منهج علمي لتقييم وتحسين فاعلية عمليات الحوكمة وإدارة المخاطر والرقابة،
من هنا يتضح أهمية ودور المراجعة الداخلية في تعزيز واضافة قيمة للمنشأة، فكانت الحاجة إلى إنشاء جهاز رقابي ومحاسبي يكون من مهامه كشف الانحرافات و الأخطاء والغش في العمل من أجل التقويم والتصحيح، وتقديم التوصيات لمعالجتها للحد من استخدام السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة.
ويكاد يتفق الجميع على أهمية دور المراجع في مكافحة الفساد من خلال تقييم كفاءة وفاعلية عمل المنشأة وكتابة الملاحظات والتوصيات .
ولتحقيق دور المراجع بأي منشأة لا بد من وجود إرادة صادقة من قبل الإدارة العليا برأس الهرم لتطوير العمل وتصحيح الانحرافات متى وجدت ، فمتى فقدت الإرادة فقد دور المراجع وأصبح شكلي.
و يتحتم على المراجع إعطاء الجهة في أول لقاء تعريفي إنطباع بأنه جاء لهدف المساعدة والتصحيح من خلال تقويم العمل في المنشاة وبأن تعاون المنشأة شرط أساسي في نجاح عمله، لكشف أي انحراف في الأداء أو الإجراءات داخل المنشاة من أجل التصحيح.
فدعم المراجع للوقوف على المعوقات والعمل على تصحيحها مع الجهات ذات العلاقة سيؤدي لنجاح ،وسيضيف قيمة للمنشأة وهذا هو أحد أهداف المراجعة الداخلية ، أو سيتحول دورها إلى عمل روتيني ، بسبب وجود نفس الملاحظات التي تم ايرادها في التقارير خلال الزيارات السابقة ، فيتولد لدى المراجع الشعور بعدم أهمية ما يقوم به لدى المنشأة المراجع عليها أو عدم رغبتها في تغيير أو تصحيح للانحرافات أو الأخطاء ، فإضافة قيمة للمنشاة مرتبط بتوجه الإدارة العليا ونظرتها للمراجعة ومدى مسايرتها للتغيير والرغبة في عمل نقلة نوعية في الخدمات من خلال معالجة الملاحظات المرصودة للرقي بالخدمات .
فدوره استشاري وليس تنفيذي. كون الإرادة يجب أن تتولد من رأس الهرم ومتى فقدت انحسر دور المراجع .
إن من المعوقات كذلك ترك المراجع لمواجهة المسؤول في المنشأة المراجع عليها دون دعم يوازي المسؤولية المكلف بها ، ليتولد لدى المراجع عدم جدية الإدارة العليا في التغيير وبالتالي لن يستطيع مستقبلًا تقديم العناية المهنية اللازمة وسيكتفي بالقشور ليتجنب ما قد يتسبب له في المتاعب بأي شكل ، بناء على تجاربه السابقة ، ولما تولد من قناعات بأن ما يقوم به لن يكون له اثر ايجابي ، لعدم توفر الإرادة والدعم اللوجستي والمعنوي والتشجيع والاشادة لتشعره بالأمان وبأهمية ما يقوم به ، حيث يعد المراجعين الداخليين وممارسيها أحد خطوط الدفاع الأولى للمنشأة ، متى وجد من يدعم ويقدر ، وليس مجرد خطط سنوية سرعان ما تنتهي إلى الحفظ .
يضاف إلى تلك المعوقات أشغال المراجع بدراسة الشكاوى التي قد لا يجد التجاوب من الجهات ذات العلاقة عند التعاطي معها لمعرفة الأسباب وتحديد المتسببين في حدوثها وإن تم التعاون ولو على استحياء لا يتم العمل بأغلب التوصيات التي يقدمها ، بإلإضافة إلى قلة الدورات وعدم وجود معاهد متخصصة تخرج موظفين على كفاءات ومعرفة بخفايا المراجعة.
كما أنه قلت الدعم والحوافز كالبدلات أو المكافأت رغم أهمية ما يقومون به ،قد يكون عائق لا يقل أهمية عن العوائق الأخرى .